جوابه للصيرفي الذي وليَّ أخذ أرزاقه منه (١).
وعهد المهدي كان زاخراً بالفقهاء ، ذكر اليعقوبي في تاريخه أسماء أكثر من ثلاثين إنساناً ، وفيهم كثير من أتباع السلطان ولم نجد ما تزلّف به أحدهم إليه بما يرفع به من شأن جدّه ابن العباس.
ـ أمّا عن موسى الهادي فقد كان رجل سوء شديداً على الطالبيين ( ألح في طلب الطالبيين وأخافهم خوفاً شديداً وقطع ما كان المهدي يجريه لهم من الأرزاق والأعطية وكتب إلى الآفاق في طلبهم وحملهم ، فلمّا أشتدّ خوفهم وكثر مَن طلبهم ويحثّ عليهم ، عزم الشيعة وغيرهم إلى الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ ـ وكان له مذهب جميل وكمال مجد ـ وقالوا له أنت رجل أهل بيتك ، وقد ترى ما أنت وأهلك وشيعتك فيه من الخوف والمكروه ، فقال : إنّي وأهل بيتي لا نجد ناصرين فننتصر ، فبايعه خلق كثير ممن حضر الموسم ) (٢).
وذكر المسعودي في ( المروج ) خبر شهادة الحسين صاحب فخ ، وما جرى عليه وعلى من كان معه ، ثم ذكر أنّ الهادي سخط على موسى بن عيسى لقتل الحسين ، وكان هذا منه بعد أن شاع التذمر من شناعة فعله وفظاعة واقعة فخ وهيَ أشبه بواقعة كربلاء فضاعة وكثرة عدد القتلى والأسارى ... (٣).
هذا وليس لي الغرض في استقصاء التاريخ وما جرى في عهد
____________________
(١) مروج الذهب ٤ / ١٦٦ ـ ١٦٧.
(٢) أنظر تاريخ اليعقوبي ٣ / ١٣٦ ـ ٣١٢ ط الغري ١٣٥٨ هـ.
(٣) مروج الذهب ٤ / ١٨٥.