ظلم وفسق وطغى لأنّ في ذلك فتنة وفساد (١) ! ، وقالوا بعدالة كلّ من رأى الرسول حتّى مرّة واحدة ـ فيدخل معاوية في هذه الدائرة العريضة ـ.
وقالوا من جملة ما قالوا : إنّ كلّ أفعال العباد هي من الله ، لماذا ؟! الجواب معروف : حتّى لا يعترض عليهم أحد سواء قتلوا أو سرقوا أو زنوا ، وأنّ الإنسان لا دخل له ولا فعل في هذا كلّه. وهكذا يصبح قتل الحسين عليهالسلام أمرا محتوما ، وتولّي الحجّاج على رقاب المسلمين قدرا ماضيا ، فلماذا الاعتراض والثورة والخروج وو ... وبعد هذا تصوّر ما لحق بأحرار أمة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من تنكيل وترهيب حيث سُلّط عليهم سيف ديني إسلامي يقطع رؤوسهم. أليسوا كانوا معترضين على أمر الله ، مبارزين للحقّ تعالى في مشيئته ، ويا لها من تهمة سهلة رخيصة.
لكن نقول للأشعري ومن والاه : لماذا تلعنون إبليس والشياطين وقد قال إبليس مثل قولك حيث نسب الغواية لله تعالى فقال : ( رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي ) (٢) ؟!
_____________________
١) أنظر : العقيدة الطحاوية : ٧٢ ، جاء فيها : « ولا نري الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولاندعوا عليهم ، ولاننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزّوجّل فريضة مالم يأمروا بمعصية ، وندعوا لهم بالصّلاح والمعافاة ».
٢) سورة الحجر : ٣٩.