كان في يدي ذات يوم مقال لمجلّة عربية أرسله أحد القراء وكان مليئا بالسبّ والشتم لمن سمّاهم بالرافضة ، وكان من جملة ما كتب أنّ الروافض يؤمنون بتناسخ الأرواح !!!
طبعا ، صار لي تحفّظ شديد على أي كلام يقال ضدّ الشيعة ، بل وغير الشيعة ، لأنه كما قالت العرب « ربّ مشهور لا أصل له » ، وأذكر أنّني مرّة تحدثت مع أحد المعارف فجرى الحديث عن الهندوس وتعجبت أنا كيف أنهم يعبدون البقرة ، فاستغرب صاحبنا وقال : إنّ الهندوس لا يعبدون البقرة لكنهم يقدسونها والعهدة عليه. المهمّ عوّدت نفسي أن لا أتّهم ولا أحكم أحكاما جازمة على عقيدة وفكر أي أحد وأي فريق حتّى أتيقن أنا بنفسي من ذلك خاصّة إذا كان ذلك ممكنا لي ومتاحا.
طبعا ، لم أصدّق هذا الكاتب الذي رمى الشيعة الإمامية بفرية عظيمة وهي القول بتناسخ الأرواح ، لكن قلت في نفسي : لا بدّ أنّ هناك مسألة عند الشيعة بنى عليها القوم حكمهم هذا.
وفي أوّل لقاء لاحق مع صديقي الشيعي أريته ذلك المقال الذي احتفظت به في جيبي.
قرأ صديقي المقال بعجل ، ثم وضع الورقة على
طاولته وقال : إنّي أحياناً أتأسّف على العصور الإسلامية الماضية حيث كان عند المسلمين فعلا علماء من مختلف المذاهب ، حتّى كانت مناظراتهم وعباراتهم نحو