وتمضي سنين وسنين ...
كنت في بيت أحد الأصدقاء وجرى ذكر فلان ـ جارهم ـ ، فقال أحد الحاضرين معلّقاً : إنّه شيعي ، وقال : إنّهم ـ أي الشيعة ـ يشتمون الصحابة.
وقع كلامه في نفسي موقعاً كبيراً ، وقلت : أو في بلادنا شيعة ؟! ولماذا هذا الاقتران بين الشيعة وسبّ الصحابة ؟!
وتشوّقت نفسي للالتقاء بأحد الشّيعة حتّى أسأله سؤالا واحدا : لماذا تشتمون الصحابة ؟ وكنت أقصد ما هو الداعي الذي يجعلهم يشتمون الصحابة ، وإلاّ فلا بدّ من أن يكون هناك توجيه أو سبب قويّ لديهم حتّى تصبح هذه التّهمة لهم كبيرة ، أضف إلىٰ حبّ الاطلاع الذي كان عندي حول الملل والنحل ـ وما زال ـ كان وراء رغبتي في الالتقاء بأحدهم.
لكن وللأسف لم تتوفّر الفرصة لذلك ، حيث كنت منشغلا طوال تلك السنة بالاستعداد والتحضير لامتحان الباكالوريا (١) ، حيث يعتبر أهم امتحان شعبي ورسمي في تونس على الإطلاق.
وذات يوم من أيام الشتاء التقيت بأحد زملاء الدراسة وتذاكرنا في
_____________________
١) هو امتحان الثانوية العامة في بلاد المشرق العربي.