كنت أمشي مسرع الخطى عشية يوم ممطر وأنا أتجه إلى بيت صديقي الشيعي ... طرقتُ الباب فخرج لي والد صديقي وهو أحد أعلام الصوفية في مدينتنا حيث كان له مريدون و « مشجّعون » على رأي هواة كرة القدم ، ولطالما شعرت أن الصوفية بكل طرقها رهبانيّة الإسلام ، حيث حصروا الإسلام في بضعة أوراد وجملة من المدائح والأذكار ، وكثيراً ما كنت أُنزّه الإسلام أن يقتصر فقط على هذه الجنبة الروحيّة ولا يخرج إلى مجالات الحياة الأخرى بما فيها من تعقيد وتجدّد.
نعم جميل أن يقترب الإنسان من تلك الحالة الروحية ، لكن الاقتصار على هذا الجانب فقط نقص كبير.
وممّا زاد تعجّبي من طرق الصوفية ، هو تلك الشطحات العجيبة والحركات الغريبة التي يقومون بها ! ولقد كنتُ حاضراً ذات ليلة في سهرة صوفيّة حيث كانت روائح البخور وأصوات المديح والذكر تختلط مع أصوات قرع الدفوف فيصبح الموقف أشبه بالسيرك ، وحينما يحمى الوطيس يتناول أحدهم عقرباً حيّا فيبتلعه ، ويمسك آخر بجمر الموقد دون أن يؤثر فيه شيئاً ، وذاك ينام على الشوك دون وقاية تذكر ، وكلّها تصرّفات لا تُسمن ولا تغني من جوع.
لم يطل بي الوقوف بقدر ما استدعى لي
ابنه الذي خرج مستبشراً