ألم يصلّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على رأس منافقي المدينة عبد الله بن أُبي بن أبي سلول رغم معرفة الجميع بنفاقه بشهادة كتاب الله عليه ؟!
كانت هذه كلّها تَساؤلات تأخذني يَمنة ويسرة ، ولكنّي فضّلت انتظار الفرصة السانحة حتّى أقف على حقيقة الأمر وجليّة الموضوع ، فإنّ الله تعالى يأمرنا بالتثبت وعدم التسرع في إلقاء الحكم كما في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) (١) ، قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ... ) (٢) الآية.
_____________________
الشهادة ... » [ تفسير الفخر الرازي التفسير الكبير ] ، والمعنى : لا تقولوا لمن أظهر لكم ما يدلّ على إسلامه ( لستَ مؤمنا ) وإنّما فعلت ذلك خوف القتل ، بل اقبلوا منه ما أظهر وعاملوه بموجبه » [ تفسير روح المعاني للآلوسي ٣ / ١١٤ تفسير الطبري ٥ / ١٤٢ ].
١) سورة الحجرات : ٦ ، نزلت في حقّ الصحابي الأموي الوليد بن عقبة عندما كذب على رسول الله واتهم قوما بالباطل فأنزل الله في حقه هذه الآية.
٢) سورة الحجرات : ١٢.