كثيراً ما كنت أسمع هذه الجملة عند حضوري لصلاة الجمعة في مسجد الجمعة في مدينتي قابس (١) ، وذلك بعد صعود الإمام للمنبر وقبل بدء الخطبة ، هي ... عن الضحّاك ... عن أبي هريرة (٢) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من قال لصاحبه أنصت فقد لغى ... » الحديث.
كنتُ أسمع برواية أبي هريرة هذه وما كنت أعرف شخصيته بالتفصيل ، بل كنت أظن أنّ اسمه الفعلي هو أبو هريرة ، فتبيّن أن هذه كنيته وذلك لهرّة كانت لا تفارقه ! جرى ذكر أبي هريرة يوماً في نقاش آخر لي مع صديقي الشيعي.
فقال صديقي معلّقاً : هو كذّاب ، وقد وضع أحاديث كثيرة ونشرها على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أرضى بها جبابرة عصره ملوك بني أميّة كمعاوية ومروان.
والعجيب أنّه لقلّة صحبته للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قياسا بباقي الصّحابة كعليّ رضياللهعنه وعمر وأبو بكر فإنّه أكثرهم حديثاً ! بل فاق زوجات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرواية ممّا جعل الباحثون يشكّون ويطعنون في صدق
_____________________
١) مدينة على الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد التونسيّة سكنها البربر وسمّاها الروم باسم Tacaps عرّبت إلى قابس قطب صناعي حاليّا.
٢) هو أبو هريرة الدوسي اليماني لم يضبط اسمه في الجاهلية ولا في الاسلام.