أبي الذي في السماوات » (٢).
وغير هذا كثير.
والأعجب أنّ عائشة تسخر ممّن يدّعي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى ربّه في ليلة المعراج ، وتردّ ذلك بشدّة (٣) ! لكن لا حياة لمن تنادي.
وأختم لك هذا الموضوع بكلمة لأمير البيان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حيث يقول في مسألة رؤية الله تعالى وواصفا ملك الموت قبل ذلك.
يقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : « هل تحسّ به إذا دخل منزلا ؟ أم هل تراه إذا توفّى أحدا ؟ بل كيف يتوفّى الجنين في بطن أمّه ! أيلج عليه من بعض جوارحها أم الروح أجابته بإذن ربّها ؟ أم هو ساكن معه في أحشائها ؟ كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله ! » (٤).
شعرت أنّ النقاش قد أتى على نهايته ، ولم يبق في ذهني بعد هذا الكلام من شبهة ، وخرجت من بيت صديقي وأنا استلذ كلّ كلمة قالها لي وكلّ آية نطق بها وكأنّني كنت أسمعها لأوّل مرّة في حياتي ، وفهمت حينها معنى قوله تعالى عن كتابه الكريم : ( لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) (٤) فالمسّ غير اللّمس قطعا ، وإلاّ فكلّنا نلمس القرآن على طهارة ، لكن معنى ذلك أنّه لا يفهم كتاب الله ولا يعيه إلاّ عباده المطهرون الذين هم عدل القرآن ،
_____________________
١) إنجيل متّى : ١٠ ص١٥.
٢) أنظر قول عائشة في : تفسير الطبري ٢٧ / ٣٠ ، صحيح البخاري ٦ / ١٧٥ كتاب التفسير سورة النجم ، وأيضاً تفسير الدرّ المنثور للسيوطي ٧ / ٦٤٨ تفسير سورة النجم حيث ينكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه رأى ربّه بعينيه لكنه رآه بفؤاده.
٣) نهج البلاغة : الخطبة ١١٢.
٤) سورة الواقعة : ٧٩.