عادة كتّابنا الإسلاميين في العصر الحاضر أن تكون لهم « كتيّبات » فيها مقدّمة طويلة ودعاء أطول في آخر الكتاب وينتهي الكتيّب ـ فقرأت عنوان الكتاب « المراجعات » (١) ، فلم أفهم معناه ، هل هو من الرجوع أم من المراجعة ، لكن فهمت أنه كتاب شيعي لأنّ صورة المؤلّف بعمامته السوداء كانت في الصفحة الثانية داخل الكتاب.
لم تطل بنا الجلسة ، حيث كان عنده أحد الضيوف ، فتواعدنا على لقاء آخر.
في الموعد اللاّحق أردت أن أخرج بصديقي من حالة الهزل إلى حالة الجدّ ، فسألته أسئلة من أهمّها : لماذا يتحرّش الشيعة بالصحابة ـ هذه النخبة التي ما وجد ولا يوجد إلى يوم القيامة مثلها ـ وكنت ما زلت غير متفهّم كون صديقي صار فعلا شيعيّا.
قال صديقي مجيباً ـ وكأنه يريد أن يدخل بي الموضوع من حيث تؤكل الكتف ـ : هل تعرف حديث العشرة المبشّرين بالجنّة (٢) ؟!
قلت : « نعم ، لقد حفظت أسماءهم ، وعرفت سيرتهم منذ نعومة أظفاري.
فقال لي : سَمّهم لي ؟
أجبت ببداهة : هم الخلفاء الأربعة الراشدون ، أبو بكر الصدّيق ، وعمر الفاروق ، وعثمان بن عفّان ، وعليّ بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبدالرحمان بن عوف ، وسعيد بن زيد ، وبلال في قول ، وطلحة
_____________________
١) المراجعات كتاب قيّم للعلامة السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي اللّبناني يمثل مناظرات في العقيدة والإختلافات بين السنة والشيعة وهو مفيد لكلّ باحث عن الحقيقة.
٢) أنظر : سنن ابن ماجة ج ١ فضائل العشرة.