تكون النتيجة أنّ الصحابة مختلفون ومتفاوتون في
علمهم ، وجهادهم ، وفهمهم للقرآن والسنّة ... فليس الأمر على ما نحن عليه اليوم ، فمن فاتته صحبة عشر سنوات للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، لا يتيسّر له بسهولة أن يساوي من سبقه ، خاصّة مع عدم توفّر وسائل الطباعة والتسجيل وغيرها كما هو الحال عندنا اليوم. هذا من جانب ومن جانب آخر إنّ الصحبة وإن كانت
فضيلة في نفسها لأنّ رؤية أو معايشة أعظم الرسل
صلىاللهعليهوآلهوسلم
شرف عظيم جدّا ، إلاّ أنّ الصحابة هم أوّل المكلّفين بعد رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولا يمكن بحال أن يكونوا فوق الشرع ، ثم لو كانت الصحبة ماحِيةً لكلّ ذنب لكانت زوجيّة زوجات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أعلى وأفضل ، في حين أنّ الله لم يقرَّ ذلك (١) ولا رسوله (٢)
! وعلى هذا نخلص إلى القول بأنّ الصُّحبة غير
عاصمة لصاحبها ، لا من الضلال ولا من العذاب ، والصحابة كما دلّ القرآن والسنة فيهم من بلغ مراتب الملائكة وفيهم من انحطّ إلى أسفل سافلين. اكتفيت بهذه الأدلّة ، وفي الواقع فُتحت
لي آفاقُ أخرى كانت _____________________ ١)
إشارة إلى قوله تعالى : (
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ
لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ
وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ) [ سورة الأحزاب : ٣٠ ]. وعلى هذا
يمكن لنا أن نقول إنّ مضاعفة العذاب على الصحابي الراكب للكبائر وارد أيضا ؟!
٢) أنظر : حديث الحوض مثلاً في البخاري ٨ / ١٥١ ; صحيح مسلم ٤ / ١٧٩٢ ـ ١٨٠٠ كتاب الفضائل ، مسند أحمد ٦ / ٥٥ حديث ٤٠٤٢.