أحكام التوراة التي أُنزلت على موسى عليهالسلام وفيها يقول الله : ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ... ) (١).
فلماذا لم يقتصّ ملك الموت من موسى عليهالسلام على افتراض صحّة القصّة ؟! هل يخالف موسى شريعته وحِبْرُها لم يجفّ بعد ؟ أنظر وأعمل عقلك بعيدا عن الأهواء والإمّعيّة (٢) ، ثم لا تظننّ أن هذا الحديث كبوة جواد ، بل هناك ما لا يحصى مثله (٣) ، بل إنّ أبا هريرة روى أشياء وتحدث عن أحداث لم يعشها !! كروايته عن رقيّة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم التي ماتت في السنة الثالثة للهجرة ، بينما أسلم أبو هريرة سنة ٧ هجريّة (٤).
مضى صديقي لسبيله وتركني في حيرة من أمري ...
_____________________
١) سورة المائدة : ٤٥.
٢) من الإمّعَة : وهو الذي يجاري ويقول ويؤمن بكلّ ما يقوله الناس فهو معهم في كلّ شيء.
٣) أنظر : صحيح البخاري ٤ / ١٧٠ و ١٨٤ و ٧٥ و ١٥١ و ١٥٥ و ١٥٨ و ١٦٩ و ٦٣ و ١٩٠ ، وغير ذلك في الصّحاح والمسانيد.
٤) أنظر : الإصابة : ٧ / ٢٠٢ و ٨ / ٨٣ ، الطبقات الكبرى لابن سعد في ترجمته لابي هريرة ٤ / ٥٢.