لاَ يُسحرون بها بزعمهم ، وقد أشار الله تعالى إلى فعلهم ذاك بقوله : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) (١).
بل العجب أنّ بعضهم يُفتي بحرمة قراءة كتب الشيعة لأنها كتب ضلال بزعمه ! وعلى افتراض كونها كذلك وكون الشيعة ضُلاّل ، هلاّ تصدّيتم لإعادتهم إلى الهدى بالحكمة والموعظة الحسنة فإنّ في ذلك أجر عظيم ؟!
وكالعادة كنتُ متشوّقاً أن ألتقي بصديقي الشيعي ، لأنني هذه المرّة كنت متّهماً له في نفسي أنه خاتلني وخادعني ولم يقل لي بصراحة عن حقيقة معتقداته ، على أنه كان هناك صوت خفي في داخل نفسي يكذّب لي هذه التهمة الباطنية ، إذ ليس من المعقول أن يخفي عليّ هذا الصديق أشياء منكرة عمّا يعتقد ، وما الداعي لذلك وهؤلاء الشيوعيّون عندنا يجاهرون بإنكار الخالق سبحانه وبلا حياء ولا خجل ولا حتّى مجاملة ؟! وما عسى ما كان أخفاه صديقي عنّي ؟! هل هناك أعظم من إنكار الخالق جلّ وعلا ؟! أو إنكار الرسالة والرسول ؟!
نعم ، هناك بعض الأصوات ترتفع بتهم أخرى من قبيل أن الشيعة حقداً على الإسلام يريدون هدمه من الداخل !
لكن في سبيل بناء أيّ دين ؟! وها نحن في هذا القرن نشهد أنّ كثيراً من المحسوبين على السنّة قد فعلوا ما اتُّهم به الشيعة بحذافيره ، فهذا « كمال آتاتورك » وجماعته في تركيا قد نجحوا في القضاء على الخلافة العثمانيّة ، وجعلوا الإسلام وقوانينه أثراً بعد عين في مدّة زمانيّة صغيرة
_____________________
١) سورة فصّلت : ٢٦.