الروايات التي فيها ضعف ، والخلاصة من كُلّ هذه الشواهد ، هو ثبوت ذكر أهل البيت في خطبة النبيّ صلىاللهعليهوآله بغدير خمّ.
بقيت الإشارة إلى أن ذكر أهل البيت في الخطبة جاء في الروايات على وجهين : أولها أنّهم ذكروا في ضمن الوصيّة ، والثاني أنّهم ذكروا خارج الوصيّة ، وإلى الآن لا نستطيع الجزم بأنّ هذا الوجه هو الأصحّ أو ذلك. ونحن ماضون في البحث كما بدأناه بثبات ورويّة ، خطوة خطوة حتّى ننتهي بتوفيق من الله إلى ما اختُلف فيه من الحقّ.
٤ ـ هل ثبت ذِكر ( السنُّة ) في خطبة الغدير؟
رأينا في الفصل الرابع عدم صحّة الحديث بصيغة ( كتاب الله وسنّتي ) أو ( وسنّة نبيّه ) وأنّ هذه الروايات صادرة عن أربعة رواة هم : صالح الطلحي وسيف بن عمر وابن أبي أويس ، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ( انظر الرسم التوضيحي ) ، وهؤلاء كلّهم في درجة أدنى من الضعيف من حيث عدالتهم باتفّاق معظم رجال الجرح والتعديل ، فلا تكاد توجد أيّة رواية ذات سند موثوق به عن النبيّ صلىاللهعليهوآله حول التمسّك بالكتاب والسنّة ، وعليه فإنّ عبارة ( كتاب الله وسنّتي ) لا أصل لها من الصحّة لا في خطبة الغدير ولا في أيّ خطبة أوحديث حدّث به رسول الله (صلى الله عليه وآله ).
ورغم ذلك فقد شاعت هذه العبارة ( كتاب الله وسنّتي ) على ألسن