النّاس ، وارتفعت بها أصوات الخطباء على المنابر ، وحفظها الصغار والكبار حتّى
صارت كأنّها حديث متواتر ، بينما إذا ذكرت الوصيّة باتباع أهل البيت وجدتَ
الاستغراب على أوجه السامعين! هذا حقيقة ما يدعو إلى العجب.
٥ ـ النتيجة :
توصّلنا إذن إلى أنّ الوصيّة ثابتة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في خطبته بغدير خمّ ، وأنّه أوصى بالتمسّك بشيئين اثنين معاً ، وأنّ أوّل هذين الشيئين هو كتاب الله عَزَّ وَجْلَّ؛ لإجماع الروايات على ذكره ، ثُمّ ثبت أنّ أهل البيت قد ذكروا في الخطبة كما ثبت أنّ كلمة ( سنتي ) لم تُذكر في الخطبة ، فالنتيجة هنا إذن ، أنّ الشيء الثاني الموصى به ، هم أهل البيت ، وعليه فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قد أوصى بالتمسّك بكتاب الله وعترته أهل بيته. وهذا بطبيعة الحال تأكيد آخر على ما تبيّن لنا في الفصلين الخامس والسادس.
ملاحظة أخيرة :
إنّنا بهذا التحليل نجد أنّه حتّى لو فرضنا أنّه لم تصلنا أية رواية صحيحة فيها الوصيّة بالكتاب وأهل البيت ، لكانت الروايات الأخرى كافية للاستدلال على الرواية الأصليّة؛ لأنّ أوجه التحريف التي وقعت فيها كانت كافية لأنْ تفضح بعضها بعضاً ، ولتكشف لنا بمجموعها عن الرواية الصحيحة كيف كانت. والحال هنا لا يختلف