على اعتبار أنّ الآية إنّما تحصي السنوات التي لبث فيها نوح في قومه كنبيّ قبل الطوفان ، أي أنّه عاش٥٨ سنة مقسّمة ما بين ما عاشه قبل النبّوة وما عاشه بعد الطوفان ، وهذا لا يبعد أنْ يكون معقولاً ، أي أنّ النبوّة جاءته مثلاً في سنّ أربعين سنة ، فيكون قد عاش بعد الطوفان ١٨ سنة ، وقد جاء في تفسير ابن كثير عن ابن عبّاس قال : ( بعث نوح وهو لأربعين سنة ، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، وعاش بعد الطوفان ستّين عاماً حتّى كثُر النّاسُ وفشوا ) (١) ، فحسب هذه الرواية يكون سيّدنا نوح قد عاش١٠٥٠ سنة ، وعلى هذا الأساس يكون نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله قد عمّر طبقاً لما في الحديث ٦٥ سنة ونصف ، وهذا لا يبعدُ عن مقدار العمر الذي عاشه صلىاللهعليهوآله ، ولكنّ كلّ هذا يبقى كافتراض لا غير ، ولا يقوم به دليل وإنْ كان يبقي احتمالاً ضعيفاً على أنّ الخبر صحيح ، والله أعلم.
٢ ـ النعي والإخبار باقتراب الأجل :
جاءت عبارات النعي في ١٨ رواية بثلاثة ألفاظ هي :
يوشك أنْ أُدعى فأجيب : في ٩ روايات عن زيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد.
أوشك أنْ أُدعى فأُجيب : في ٥ روايات عن زيد بن أرقم وأبي
____________
(١) تفسر القرآن العظيم ، لابن كثير : تفسير الآية ١٤ من سورة العنكبوت.