بدني بساقي هاتين الدقيقتين.
فقالت اليهود : لا والله يا عمار محمد أقل عند الله من ذلك ، وأنت أوضع عند الله وعند محمد من ذلك ، وكان فيها أربعون منافقا فقام عمار عنهم وقال : لقد ابلغتكم حجة ربي ونصحت لكم ، ولكنكم للنصيحة كارهون ، وجاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عمار وصل إلي خبر كما أما حذيفة فقد فر بدينه من الشيطان وأوليائه فهو من عباد الله الصالحين ، وأما أنت يا عمار فانك قد ناضلت عن دين الله ، ونصحت لمحمد رسول الله ، فأنت من المجاهدين في سبيل الله الفاضلين.
فبينا رسول الله صلىاللهعليهوآله وعمار يتحادثان إذا حضرت اليهود الذين كانوا كلموه ، فقالوا : يا محمد ها صاحبك يزعم أنك لن أمرته بحط السماء إلى الارض أو رفع الارض إلى السماء السماء فاعتقد طاعتك وعزم على الايتمار ، لاعانه الله عليه ، ونحن نقتصر منك ومنه على ما هو دون هذا إن كنت نبيا ، فقد قنعنا أن يحمل عمار مع دقة ساقيه هذا الحجر! وكان الحجر مطروحا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله بظاهر المدينة ، يجتمع عليه مائتا رجل ليحركوه فلم يقدروا فقالوا له : يا محمد إن رام احتماله لم يحركه ولوحمل في ذلك على نفسه لانكسرت ساقاه وتهدم جسمه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تحتقروا ساقيه ، فانهما أثقل في ميزان حسناته من ثور وثبير وحبرا وابي قبيس (١) بل من الارض كلها وما عليها ، وإن الله قد خفف بالصلاة على محمد وآله الطيبين ما هو أثقل من هذه الصخرة ، خفف العرش على كواهل ثمانية من الملائكة ، بعد أن كان لا يطيقه معهم العدد الكثير ، والجم القفير ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عمار اعتقد طاعتي وقل اللهم بجاه محمد وآله الطيبين قوني ليسهل الله عليك ما آمرك به ، كما سهل على كالب بن يوحنا عبور البحر على متن الماء ، وهو على فرسه يركض عليه ، بسؤاله الله تعالى بحقنا أهل البيت.
فقالها عمار واعتقدها فحمل الصخرة فوق رأسه ، وقال : بأبي أنت وأمي!
__________________
(١) اسماء جبال بمكة.