فقال المنصور للقرشي : احلف بما استحلفك به أبوعبدالله ، فحلف الرجل بهذه اليمين فلم يستتم الكلام حتى أجذم وخر ميتا ، فراع أبا جعفر ذلك وارتعدت فرائصه ، فقال : يا ابا عبدالله سر من غد إلى حرم جدك إن اخترت ذلك وإن اخترت المقام عندنا لم نأل في إكرامك وبرك ، فوالله لاقبلت عليك قول أحد بعدها ابدا (١).
__________________
(١) مهج الدعوات ص ٢٤٧٢٤٣. وههنا في هامش طبعة الكمباني ما يلى :
يقول : أحقر السادات علما وعملا محمد خليل بن محمد حسين الموسوى الاصفهاني غفر لهما المتصدى لجمع نسخ مجلدات بحار الانوار بتمامه في أقطار البلاد ومقابلته باعتضاد العلماء الاعلام بقدر الوسع والطاقة وجمع كتب أخبار المتقدمين والرجوع اليها في تصحيح الاخبار وغيره من كتب التفسير واللغة وغيرهما في مدة زمان احدى عشر سنة وبذل كمال جهده في الليل والنهار في طبعه وتنقيحه وغيره طلبا لمرضات الله وذخيرة ليوم معاده.
اني رايت في سنة سبعين ومأتين بعد الالف بعد صلاة الفجر خلف شيخنا المحقق المدقق استاد العلماء والمجتهدين الرئيس الذي ليس له ثانى استادنا ومولانا الشيخ عبدالحسين الطهراني الملقب بشيخ العراقين نور الله ضريحه وخلد في جنان الخلد روحه حين قرائتي دعاء التوسل بالائمة الاطهار عليهم سلام الله الملك الغفار في اليوم واليقظة دخلت في حديقة أنيقة لم ير مثلها في الدنيا وأنا اسير فيها فاذا في وسط تلك الحديقة دكة عظيمة وفي وسط تلك الدكة رجل عظيم الشأن جليل القدر ورجلان جليلان قائمان بين يديه.
فسئلتهما من هذا السيد؟ فقالا هذا امامنا وامامك بالحق جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه فلما عرفته خررت على رجليه مغشيا وشرعت بالبكاء والحنين فقمت وقلت له بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله انى غريب في هذا البلد وأستوحش من اهله وتلاطم على الهموم والغموم فاسئلك بحق آبائك المعصومين أن تعلمنى دعاء لدفع الهموم والغموم.
فقال (ع) عليك بقراءة الدعاء الذي قرأته حين احضرني المنصور الدوانيقى وأراد قتلى فببركة قرائتى هذا الدعاء حفظنى الله من شره ومن القتل فانتبهت. وأنا اسئل الدعاء منكم أيها الناظرون.