ـ « وما الذي فعلَته بعد ذلك؟ ».
ـ « وحينئذ أرادت أن تظهر من فضل أمير المؤمنين ما يخزي اللّه به أعداءه فقالت وكأ نّها تريد أن تستزيد من فضل أمير المؤمنين مع درايتها بفضله العظيم وقدره الإلهي ، وهي التي ما كانت لتخفى عليها سبحات الوحي وأنفاسه ، إذ كانت تجري وتنسرب في بيتها .. بيت أبيها رسول اللّه وتحضر حضور الوحي جبرئيل وتسكن إلى نفحات الربِّ الجليل : يا رسول اللّه زوجتني من فقير لا مال له؟ فأجابها صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بما سمعت ».
وإذا أراد اللّه نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
ـ « كما أخرج الخطيب في المتفق بسنده المعتبر إلى ابن عباس ، قال : لما زوج النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة من علي ، قالت فاطمة : يا رسول اللّه زوجتني من رجل فقير ليس له شيء ، فقال النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما ترضين أن اللّه اختار من أهل الأرض رجلين ، أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ».
ـ « وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما ترضين أنّي زوجتك أول المسلمين إسلاماً وأعلمهم علماً ، وأ نّك سيدة نساء أُمتي ، كما سادت مريم نساء قومها ، أما ترضين يا فاطمة أن اللّه اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين ، فجعل أحدهما أبوك والآخر بعلك » (١).
ـ « جميل! ».
ـ « وكان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد هذا إذا الم بسيدة النساء من الدهر لم يذكرها بنعمة اللّه ورسوله عليها ، إذ زوّجها من أفضل أُمته ، ليكون ذلك عزاء لها وسلوة
____________
(١) كنز العمال ٦ : ١٥٣.