ـ « إن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى إلى علي رضياللهعنه ، فقالت : من قاله؟ لقد رأيت النّبي وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فأنخنث فمات ، فما شعرت : فكيف أوصى إلى علي ».
عندها نظر إلي ، وهو يرشف آثار ابتسامة تساقطت آثارها على وجهه الذي غدا يمطر حالة من الأسف الحزين المشوب بشيء من التفكّه ، فقال :
ـ « قد تعلم أن الشيخين رويا في هذا الحديث : وصية النّبي إلى علي وذلك من حيث لا يقصدان ، فإنّ الذين ذكروا يومئذ أن النّبي أوصى إلى علي لم يكونوا خارجين من الأُمّة ، بل كانوا من الصحابة أو التابعين الذين لهم الجرأة على المكاشفة بما يسوء أُم المؤمنين ويخالف السياسة في ذلك العهد ».
ـ « ماذا تقصد؟ ».
ـ « دعني أكمل لك ما أُريد قوله! .. ولذلك ارتبكت رضياللهعنها ، عندما سمعت حديثهم ارتباكاً عظيماً يمثله ردّها عليهم بأوهى الردود وأوهنها ».
ـ « هل يمكنك أن تثبت ادعاءك هذا؟ ».
ـ « أجل ، فلقد قال الإمام السندي ـ في تعليقه على هذا الحديث من سنن النسائي ص ٢٤١ من جزئها السادس ، طبع المطبعة المصرية بالأزهر ـ : ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك ، ولا يقتضي أنّه مات فجأة ».
ـ « هو الذي يخبر بهذا؟ ».
ـ « .. وهل ترى أنا الذي أُخبر به؟ فلقد تابع كلامه وهو يقول : .. فجأة بحيث لا تمكن منه الوصية ولا تتصور ، فكيف وقد علم أنّه علم بقرب أجله قبل المرض ثُمّ مرض أياماً إلى آخر كلامه ، فأمعن النظر فيه ، تجده في غاية المتانة؟ ».