الدليل الخامس : حديث السفينة
إنّ الرسول صلىاللهعليهوآله مرّة يعلن للورى أنّ الإمام علي عليهالسلام هو وليّهم من بعده كما في حديث الغدير ونحوه ، ومرّة يعلن الولاية لأهل بيته عليهمالسلام مثل : حديث الثقلين والسفينة ونحوهما ، ففي حديث الثقلين جعل أهل بيته عليهمالسلام قرناء القرآن لا يفترقان حتّى يردا عليه ، وهنا مثّلهم بسفينة نوح التي كلّ من قرأ القرآن عرف أنّ من ركب مع نوح في السفينة نجا من الغرق ، ومن لم يركب هلك وغرق ، فمن لم يتمسّك ، أي : يتّبع أهل البيت عليهمالسلام فهو غارق هالك في بحر الاختلافات المذهبية ، وستؤدّي به إلى هلاك الآخرة إن لم يدرك نفسه ويتّبع من أُمر باتّباعه.
وقد بيّن صلىاللهعليهوآله من هم أهل بيته عليهمالسلام في حديث الكساء وغيره ، فقد بلّغ ونصح وأسمع كلّ ذي بصيرة ، ونحن بدورنا ننقل لمن كان قاصراً فلم تبلغه الحجّة ، ولا عذر لمعتذر في زمن كهذا ، كلّ سبل البحث متوفّرة فليقرأ وليتأمّل ويدقّق ، فإنّ الرسول صلىاللهعليهوآله لا ينطق عبثاً ، فعندما يقول : أهل بيتي فيكم كسفينة نوح. فإنّ كلامه وحي يوحى وماينطق عن الهوى ، فليتّق الله كلّ منصف في وصيّة رسول الله فلا يخالفها ، ولا يعين على خلافها ، بل يقرأ ويقرأ ، ويسمع ويسمع حتّى يصل للنتيجة التي يقتنع بها عن علم ، ويعلّم من لم يعلم لينال ثواب إبلاغ وصيّة الرسول في أهل بيته لمن لم تصله ، لينال أجرعمله وأجر من اهتدى بسببه إلى يوم القيامة.