الدليل الثاني : آية الولاية
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ والذينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١).
بعد أنّنا قرأنا حديث الدار وفيه قوله صلىاللهعليهوآله إنّ علياً عليهالسلام وزيره ووصيّه ووليّه ، فلنقرأ معاً تفسير وسبب نزول هذه الآية الشريفة ، ونضمّ ما قرأناه إلى ما سنقرؤه حول الولاية ، وسنخرج بنتيجة مقنعة بوجوب ولاية أمير المؤمنين وسيّد الوصيين عليهالسلام ، فلنقرأ بتأمّل وإنصاف فإنّ هدفنا الأوّل والأخير هو مرضاة الله تعالى بولاية من افترض علينا ولايته ، وأوجب علينا طاعته.
ونبدأ بنقل قصّة التصدّق حال الركوع عن الدرّ المنثورلجلال الدين السيوطي ، وهذا نصّه : ( وأخرج الخطيب في المتّفق عن ابن عباس قال : تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله : ( إنّما وليّـكم الله ورسوله ).
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ( إنّما وليّـكم الله ورسوله ) الآية. قال : نزلت في علي بن أبي طالب.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عن عمّار بن ياسر قال : وقف
__________________
١ ـ سورة المائدة (٥) : ٥٥.