الدليل الأوّل : حديث الدار وآية الإنذار
قال الله تعالى لرسوله صلىاللهعليهوآله : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين ) (١).
إنّ هذا دليل نقلي صحيح متواتر عند نقلة التأريخ والأثر ، حيث إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أوصى إلى علي في مبدأ الدعوة الإسلامية ، حين أنزل الله سبحانه : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين ) ولم يزل بعد ذلك يكرر وصيّته إليه ، ويؤكّدها المرّة بعد المرّة ، حتّى قوله صلّى الله عليه وآله : ( ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ) ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله ، فقال لهم : ( قوموا عنّي ) (٢) فاكتفى بعهوده اللفظية التي سوف نسردها من كتب التأريخ والحديث والتفسير السنيّة نصّاً صريحاً يصدّق بعضه بعضاً ويشد أزر بعضه بعضاً كالقرآن الكريم يردّ متشابهه لمحكمه ، فيفهمه من أراد فهمه ، ويبقى من في قلبه مرض يتخبّط في لجاجته وعناده.
نصّ ماجاء في السيرة النبوية لابن كثير :
وقال الحافظ أبو بكر البيهقى في الدلائل : ( أخبرنا ) محمّد بن عبد الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدّثنا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : فحدّثني من سمع عبد الله بن الحارث بن
__________________
١ ـ الشعراء (٢٦) : ٢١٤.
٢ ـ سوف نورد النص والمصدر في الصفحات التالية إن شاء الله تعالى.