فقدمت على النبي صلىاللهعليهوسلم فقرأ الكتاب ، فتغيّر لونه ، ثمّ قال ما ترى في رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.
( لولا أنّ تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح عليه السلام لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمك ، ومن فضل طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أنّ تكون منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي ، وأنّك تبرئ ذمتي ، وتقاتل على سنّتي ، وأنّك غداً في الآخرة أقرب الناس منّي ، وأنّك أوّل من يرد عليّ الحوض ، وأوّل من يكسى معي ، وأوّل داخل في الجنّة من أمّتي ، وأن شيعتك على منابر من نور ، وأنّ الحق على لسانك وفي قلبك ، وبين عينيك ) (١).
وقفة تأمّل :
١ ـ لا تمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمك ، ومن فضل طهورك يستشفون به. ( وهذا دليل على أنّ التقرّب بالأولياء تقرّب إلى الله ، وليس شركاً كما زعم البعض ).
٢ ـ ولكن حسبك أنّ تكون منّي وأنا منك. ( إنّ هذا التعبير لا يقوله إنسان عادي لآخر إلّا إذا كان له منزلة خاصّة وعالية عنده ، فكيف والقائل هو رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي لا ينطق عن الهوى ).
__________________
١ ـ المناقب ، الخوارزمي : ١٥٨.