الدليل التاسع عشر : وجوب طاعة أولي الأمر
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم ) (١).
إنّ هذا هو الأمر إلهي للمؤمنين بطاعة أولي الأمر ، ولكن ليس كما يزعم البعض أنّ أولي الأمر هم كلّ من تسلّطوا على رقاب الناس ولو بالسيف ، فإنّ أولي الأمر لابدّ أن يكونوا معصومين وإلاّ كيف تقرن طاعتهم بطاعة الله ورسوله بدون استثناء ولا قيد؟! وهذا ما سنبحثه هنا ان شاء الله تعالى ولنبدأ بذكر المصادر ، ثمّ نشخّص من هم مصاديق الآية الشريفة.
شواهد التنزيل :
عن علي قال : قال رسول الله ( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : ( شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم : ( يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) الآية ، فإنّ خفتم تنازعاً في أمر فارجعوه إلى الله والرسول وأولي الأمر ، قلت : يا نبي الله ، من هم؟ قال : أنت أولهم ).
عن مجاهد في قوله تعالى : ( يا أيـّها الذين آمنوا ) يعني : صدّقوا بالتوحيد ، ( أطيعوا الله ) يعني : في فرائضه ، ( وأطيعوا الرسول ) يعني : في سنته ، ( وأولي الأمر منكم ) قال : ( نزلت في أمير المؤمنين حين خلّفه رسول الله
__________________
١ ـ النساء (٣) : ٥٩.