الخطبة مدّة ولايتهم ، وكانوا يستهزؤون به ، وإنّما استهزؤوا الذي سمّاه به ، وقد قال الله تعالى : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) الآية.
وقال سبط ابن الجوزي في التذكرة : والذي ذكره الحاكم صحيح ، فإنّهم ما كانوا يتحاشون من ذلك بدليل ما روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص : أنّه دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال : ما منعك أنّ تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلن أسبّه لأن تكون لى واحدة منهن أحبّ إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول له خلّفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يارسول الله ، خلّفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء اهلي ...
ومن سنة معاوية الذي كان يأمر بلعن أهل بيت النبوّة من على المنابر ، ويعمل جاهداً للتزوير والدس ضدّهم ، وتحريف فضائلهم إلى غيرهم كما جاء في الروايات : أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم ليروي أنّ قوله