المؤمنين إنّك قد بلغت ما أملت ، فلو كففت عن هذا الرجل ، فقال : لا والله حتّى يربو عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ، ولا يذكرله ذاكر فضلاً.
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار : إنّه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنه لهم معاوية من ذلك.
وما فعله معاوية ليس بجديد على أمير المؤمنين فقد أخبر به في نهج البلاغة بقوله : ( أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن ، يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ولن تقتلوه ، ألا وإنّه سيأمركم بسبّي والبرائة منّي ).
وفي ذلك يقول العلاّمة الشيخ أحمد الحفظي الشافعي في أرجوزته :
وقد حكى الشيخ السيوطي إنّه |
|
قد كان فيما جعلوه سنّة |
سبعون ألف منبر وعشرة |
|
من فوقهن يلعنون حيدره |
وهذه في جنبها العظائم |
|
تصغر ، بل توجّه اللوائم |
فهل ترى من سنّها يعادي |
|
أم لا وهل يستر أو يهادي؟ |
أو عالم يقول : عنه نسكت؟ |
|
أجب فإنّي للجواب منصت |
وليت شعري هل يقال : اجتهدا |
|
كقولهم في بغيه أم ألحدا؟ |
أليس ذا يؤذيه أم لا؟ فاسمعن |
|
إنّ الذي يؤذيه من ومن ومن؟ |
بل جاء في حديث أم سلمة |
|
هل فيكم الله يسبّ مه لمه؟ |
عاون أخا العرفان بالجواب |
|
وعاد من عادى أبا تراب |
ومن موبقات معاوية قتله لعظماء الصحابة ، كما روى ابن سعد في طبقاته