أي الخصلة المذمومة المحقورة.
ومِنْهُ : « إِنَّ الْمَنِيَّةَ قَبْلَ الدَّنِيَّةِ » (١). يعني الموت خير للإنسان من الإتيان بخصلة مذمومة ، والأصل فيه الهمز فخفف.
و « الدَّنِيَّةُ » أيضا : النقيصة ، ومنه يقال : « نفس فلان تُدْنِؤُهُ » أي تحمله على الدَّنَاءَةِ.
و « الجمرة الدُّنْيَا » القريبة ، وكذا « السماء الدُّنْيَا » لقربها ودنوها ، والجمع « الدُّنَى » مثل الكبرى والكبر.
و « الدُّنْيَا » مقابل الآخرة ، سميت بذلك لقربها.
وفِي الْحَدِيثِ : « الدُّنْيَا دُنْيَيَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ ، وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ » (٢). البلاغ ما يتبلغ به لآخرته ، والملعونة بخلافه.
وقد جاء في ذم الدُّنْيَا الكتاب والأحاديث المتواترة ، قال تعالى : ( أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) [ ٥٧ / ٢٠ ] وذلك مما يندرج تحته جميع المهلكات الباطنة : من الغل والحسد والرياء والنفاق والتفاخر وحب الدُّنْيَا وحب النساء. قَالَ (ع) : « حُبُ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ » (٣). قال بعض العارفين : وليس الدُّنْيَا عبارة عن الجاه والمال فقط بل هما حظان من حظوظهما ، وإنما الدُّنْيَا عبارة عن حالتك قبل الموت كما أن الآخرة عبارة عن حالتك بعد الموت ، وكل ما لك فيه حظ قبل الموت فهو دنياك ، وليعلم الناظر أنما الدُّنْيَا خلقت للمرور منها إلى الآخرة ، وأنها مزرعة
__________________
(١) قد وردت هذه الكلمة في كتاب تحف العقول ص ٩٥ في حديث عن الإمام علي (ع) وذكرها ابن قتيبة عن أوس بن حارثة في كتابه الشعر والشعراء ص ٢٣. ونقل في نهج البلاغة قوله عليه السلام « المنية ولا الدنية ».
(٢) مشكاة الأنوار ص ٢٤١.
(٣) إرشاد القلوب ج ١ ص ١٩.