صدقته مستندة إلى ظهر قوي من المال.
ومثله : « خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا أَبْقَتْ غِنًى ». أي أبقت بعدها لك ولعيالك غنى. وقيل : ما أغنيت به من أعطيت عن المسألة و « الْغِنَى » كإلى أو كسحاب : ضد الفقر يقال : « ليس عنده غَنَاءٌ » أي ما يغتني به.
و « أوشك الله له بِالْغَنَاءِ » بالفتح والمد يريد به الكفاية.
وفِي الْحَدِيثِ : « مَنْ يَسْتَغْنِ بِاللهِ وَعَطَائِهِ يُغْنِهِ اللهُ ». أي يخلق في قلبه غنى ، أو يعطيه ما يغنيه عن الخلق.
وغَنِيتُ بكذا من باب تعب وتَغَنَّيْتُ به : استغنيت به.
وتَغَانُوا : استغنى بعضهم عن بعض.
وَفِي الْخَبَرِ : « إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِالْحُزْنِ فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا وَتَغَنَّوْا بِهِ ، فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا » (١). قال الشيخ أبو علي في تفسيره عند ذكر هذا : تأول بعضهم « تَغَنَّوْا » بمعنى استغنوا به وأكثر العلماء على أنه تزيين الصوت.
و « الْغِنَاءُ » ككساء : الصوت المشتمل على الترجيع المطرب أو ما يسمى بالعرف غِنَاءً وإن لم يطرب ، سواء كان في شعر أو قرآن أو غيرهما ، واستثني منه الحدو للإبل. وقيل : وفعله للمرأة في الأعراس مع عدم الباطل [ مباح ].
وَفِي الْحَدِيثِ : « جَوَارٍ يَتَغَنَّيْنَ وَيَضْرِبْنَ بِالْعُودِ ». أي يستعملن الغناء وضرب العود.
و « الْغَنِيُ » من أسمائه تعالى ، وهو من لا يحتاج إلى أحد وكل محتاج إليه وهو الغني مطلقا لا يشاركه فيه غيره.
و « الْمُغْنِي » من أسمائه تعالى أيضا ، وهو الذي يغني من يشاء من عباده.
( غوا )
قوله تعالى : ( فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) [ ١٩ / ٥٩ ] أي ضلالا وخيبة ، أو غيا عن طريق الجنة. وقيل : الْغَيُ واد في جهنم.
قوله تعالى : ( يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) [ ٢٦ / ٢٢٤ ] فسروا بقوم وصفوا عدلا
__________________
(١) جامع الأخبار ص ٤٩.