وكل متخرق فهو هَوَاءٌ.
قوله تعالى : ( وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ) [ ٢٠ / ٨١ ] أي هلك ، وأصله أن يسقط من جبل كما قيل : « هَوَى من رأس مرقته » وهي الموضع المشرف ، أو سقط سقوطا لا نهوض بعده.
قوله تعالى : ( وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ ) [ ٦ / ١١٩ ] أي باتباع أهوائهم.
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ ) [ ٢٨ / ٥٠ ] يَعْنِي اتَّخَذَ دِينَهُ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى ـ كَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام (١).
قوله تعالى : ( وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى ) [ ٥٣ / ٥٣ ] قِيلَ : أَهْوَى بِهَا جَبْرَئِيلُ. ، أي ألقاها في هُوَّةٍ بضم هاء وتشديده أو مفتوحة وهي الوهدة العميقة ، وقِيلَ : رَفَعَهَا إِلَى السَّمَاءِ عَلَى جَنَاحِ جَبْرَئِيلَ (ع) ثُمَ أَهْوَاهَا إِلَى الْأَرْضِ. من هَوَى يَهْوِي : سقط من علو إلى سفل. والْهَوَى في السير : المضي فيه.
قوله تعالى : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) [ ١٤ / ٣٧ ] أي تحن إلى ذلك الموضع فيكون في هذا أنس لذريته ، وقيل : معناه تنزل وتهبط إليهم لأن مكة في غور. قال المفسر : وأما قوله : ( تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) بفتح الواو فهو من هَوَيْتُ الشيء أَهْوَاهُ : إذا أحببته ، وإنما جاز تعديته بإلى لأن معنى هَوَيْتُ الشيء : ملت إليه ، فكأنه قال تميل إليهم ، وهو محمول على المعنى ، ومثله قوله تعالى : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ ) [ ٢ / ١٨٧ ] وإنما قال : ( أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ ) لأنه لو لا ذلك لازدحمت عليه فارس والروم ولحجت اليهود والنصارى والمجوس.
قوله تعالى : ( أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ ) [ ٢٢ / ٣١ ] أي عصفت به حتى هوت
__________________
(١) انظر البرهان ج ٣ ص ٢٢٩.