|
(حسين منِّي ، وأنا منه ، هو سبط ٌمن الأسباط) ١. |
وفي رواية أخرى :
|
(الحسن والحسين سبطان من الأسباط) ٢. |
وعن (البراء بن عازب) عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) أنَّه قال :
|
(حسين منِّي ، وأنا منه ، أحب اللهُ من أحبَّه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط) ٣. |
فمن الملاحظ في جميع هذه الروايات أنَّها لم ترد عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) بلسان : (الحسين سبطي) ، أو (الحسن والحسين سبطاي) ، لكي يأتي التفسير السابق ، وإنَّما جعل النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) كلاً من الحسن والحسين مصداقاً من مصاديق عنوانٍ كلّي مألوف في الخطابات الشرعيَّة ، وهو عنوان (الأسباط) ، فنصَّ (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) على أنَّهما من (الأسباط) ، وفي طائفة أخرى من الأحاديث نصَّ (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) على أنَّهما (سبطا هذه الأمَّة) شأنهما في ذلك شأن الأمم السابقة.
فنحن بحاجة إذن إلى الرجوع إلى مدلول هذا العنوان الكلّي ، واستفادة معناه من الخطابات الشرعيَّة ، لنصل بالنتيجة إلى معنى كون الحسن والحسين (عَليهِ السَّلامُ) سبطين من الأسباط ، أو سبطي هذه الأمَّة.
ولا ينبغي الإرتياب في أنَّ المصدر الشرعي الأول الذي يتصدر لائحة المراجع الإسلامية هو القرآن الكريم ، كما أنَّ من غير الطبيعي على المحقق والباحث التوقف طويلاً عند هذه المفردة الشرعية الواردة بكثرة في الكتاب العزيز ، ومن ثمَّ انتزاع فذلكة التطبيق الوارد في أحاديث النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).
______________________
(١) المتقي الهندي كنز العمال ج ١٣ ص ١٠٦.
(٢) المتقي الهندي كنز العمال ج ١٣ ص ١٠١ و ١٠٥.
(٣) المتقي الهندي كنز العمال ج ١٦ ص ٢٧٠.