|
(لأنَّه (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) لم يقل لا يلي إلّا اثني عشر خليفة ، وإنَّما قال يلي ، وقد ولي أكثر من هذا العدد ، ولا يضرّ كونه وجد بعدهم غيرهم). |
وذلك لأنَّ ذكر العدد هنا كذكر العدد في قوله (جَلَّ وعَلا) :
|
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا). |
إذ لم يأتِ التعبير : (لم نجعل منهم إلّا اثني عشر نقيباً) ، مع أنَّ تجاوز العدد لم يقل به أحد قط.
وهو نظير قولنا : (في السنة إثنا عشر شهراً) ، ولا نعبّر بقولنا : (ليس في السنة إلّا إثنا عشر شهراً) ، وهذا التعبير سائد ورائج على لسان الشريعة المقدسة ، والمحاورات العرفية ، علاوةً على القرائن التي ذكرناها من إرادة عدد (الإثني عشر) على نحو التحديد ، ونفي الزائد عن هذا العدد.
(٢) خلفاء .. أوصياء .. أُمراء
من خلال النظر في القوالب اللفظية المتقدمة في الفصل السابق نلاحظ أنَّ التعبير عن (الخلفاء الاثنى عشر) قد ورد بألفاظ ونعوت متعددة ، تشير بمجموعها إلى أنَّ لهؤلاء الخلفاء المذكورين موقعاً حسّاساً ومصيريّاً في الإسلام ، وأنَّهم سيقومون بدور أساسي في الحياة الإسلامية بعد رحيل النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، فقد جاء التعبير عنهم تارةً بلفظ :
|
(اثني عشر خليفة). |
وهو التعبير الأكثر وفاءً بالمقصود ، وأخرى بلفظ :
|
(اثني عشر وصيّاً) . |