(صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، وينتهجون نفس السلوك والمبادئ التي سار عليها ، وضحّى من أجلها ، ويسيرون نحو تحقيق المهام والغايات التي سعى لتحقيقها وبلوغها ، بجهوده المضنية ، وجهاده الدائب المرير ، ويتمتعون بكلّ ما لهذه المفردات من معانٍ ومداليل ، تعبّر عن شؤونه ، ومهامه ، ومسؤولياته الثقيلة (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).
إذن ، فـ (الخلفاء الاثنا عشر) هم (خلفاء) لرسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، و (أوصياء) عنه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، و (أمراء) على الأمّة بأمره (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، و (قيّمون) عليها بتنصيب منه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، و (حجج) على النّاس بوصيّة منه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، من خلال (الخلافة) ، و (الوصاية) ، و (الإمارة) ، و (القيمومة) التي تنتسب إليه ، وتعدُّ تمثيلاً حقيقياً عنه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).
ولو فرضنا جدلاً أنَّ هذه الألفاظ المذكورة في حديث (الخلفاء الاثني عشر) لا تفي بهذا المقصود ، ولا تدلّ على (الخلافة الإسلاميّة) ، والنيابة الحقيقية عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ).. فإنَّ معنى ذلك أنّنا سوف لن نعثر على مفردة متيسّرة تحقق لنا هذا المطلب ، وتفي به بشكل مطلق ، مهما تصفّحنا المعاجم ، والقواميس اللغويه المختلفة !!
(٣) الخلفاء من (قريش)
نصّت أغلب الأحاديث المتقدمة ، وفي مختلف مصادر مدرسة الخلفاء على كون هؤلاء (الخلفاء الإثني عشر) بأجمعهم من قبيلة (قريش) ١ ، ويأتي التعبير صريحاً في الأحاديث التي وردت بلفظ :
______________________
(١) انظر : الصياغة رقم (١) و (٢) و (٣) و (٤) و (٥) و (٦) و (٧) و (٨) و (٩) و (١٠) و (١١) و (١٢) و (١٣) و (١٤) و (١٥) وكذلك (١٦) و (١٧) ضمناً من الفصل السابق.