|
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) (١). |
فمن المفترض في الكلام الصادر عن حامل الرسالة (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) أن يضيف في بيانه حقيقة جديدة ، أو يؤكِّد على مطلب شرعي معيَّن ، أو يوجِّه المسلمين نحو ارتكازات واقعية ينبغي لهم اعتمادها ، والسير على هداها ، لا أن يأتي ويقول للناس تكراراً ومراراً : إنَّ الحسن والحسين حفيداي ، أو إنَّ فاطمة ابنتي ، أو إنَّ علياً ابن عمي ، أو أنَّ العباس عمي ، فإنَّ هذا الكلام حتى بفرض صدوره عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) بهذه الكيفية لا بدَّ أن يكون منطويا على حقيقة أعمق وأبعد ، يمكن استفادتها من خلال القرائن ، والمواقف التي تحفُّ بالكلام عادة.
وهناك حقيقة إضافية في خصوص ما نحن فيه تؤكِّد لنا أنّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) يريد من مقولته هذه ما هو أبعد من هذا المعنى السطحي للكلمة ، وذلك من خلال إلقاء نظرة فاحصة ودقيقة في هذه الطائفة من الأحاديث ، فنقرأ لـ (البخاري) ، و (الترمذي) ، و (ابن ماجة) ، و (أحمد) ، و (الحاكم) روايتهم عن (يعلي بن مرة) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) قال :
|
(حسين منِّي ، وأنا من حسين ، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط) (٢). |
ونقرأ له (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) أيضاً قوله :
|
(الحسن والحسين سبطان من الأسباط) (٣). |
وورد عن (أبي رمثة) أنَّ رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) قال :
______________________
(١) النجم / ٣ ، ٤.
(٢) العسكري ، مرتضى ، معالم المدرستين ، ج : ١ ، ص : ٥٢٤ ، وقد مرّ ذكر مصادر الحديث عنه قبل قليل.
(٣) العسكري ، مرتضى ، معالم المدرستين ، ج : ١ ، : ٥٢٥ ، عن كنز العمال : ١٦ / ٢٧٠.