|
(ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) ١. |
في هذه الآيات جعل الله هارون رداءاً لموسى ووزيراً وشريكاً في النبوة استخلفه موسى في قومه ، فلما نصَّ خاتم الأنبياء على أنَّ علياً منه بمنزلة هارون من موسى ، واستثنى من كلّ ذلك النبوة ، وأنَّه لا نبي بعده ، بقي منها للإمام علي ردء ، ووزارة ، ومشاركة في التبليغ على عهد الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، ومن بعده الخلافة في قومه ، وحمل أعباء التبليغ ، وكذلك الأمر مع ولديه الحسنين ، ونستثني النبوة مما كان للأسباط ، لأنَّه لا نبي بعد خاتم الأنبياء ، ويبقي لهما حمل مسؤولية تبليغ الأحكام الإسلامية عنه) ٢.
وبهذا نجد التطابق الكامل بين مضمون حديث (الخلفاء الإثنى عشر) وبين هاتين الطائفتين من الأحاديث اللتين وردتا في شأن الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ).
ولو عدنا عودة سريعة إلى القواسم المشتركة السالفة التي استفدناها من الهياكل اللفظية لحديث (الخلفاء الإثنى عشر) ، وتوقفنا عند النقطة التي أكَّدت على أنَّ أمر الإسلام سيبقي عزيزاً ، منيعاً ، وأنَّ هؤلاء الخلفاء سيصونونه عن التحريف ، مما يعني أنَّهم منزَّهون عن الوقوع في المعاصي والأخطاء ، وإلّا لما تأهلوا لهذه المهمة الرسالية الحساسة.. فلو عدنا إلى هذه النقطة ، وقارنّا بينها وبين ما صحَّت روايته عند الفريقين في أنَّ (آية التطهير) قد نزلت في حقِّ علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين (عَليهِمُ السَّلامُ) ، لكان في الخروج بنتيجة هذه المقارنة إضافة دليل آخر لتطبيق حديث (الخلفاء الإثنى عشر) على الحسن والحسين (عَليهِما السَّلامُ) ، وعلى أبيهما علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) أيضاً ، وتأكيد لما ذكر صريحا في تلك الأحاديث من النصِّ على أسمائهم ، وتشخيصهم بشكل لا يقبل التشكيك.
______________________
(١) المؤمنون / ٤٥.
(٢) العسكري ، مرتضى ، معالم المدرستين ، ج : ١ ، ص : ٥٢٦ ـ ٥٣٧.