|
ـ تكتبُ كلَّ شيء سمعته من رسول الله ، ورسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) بشرٌ ، يتكلم في الغضب والرضا ؟! فأمسكتُ عن الكتاب ، فذكرتُ ذلك لرسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) ، فأومأ بإصبعه إلى فيه ، وقال : ـ أكتُب ! فوالذي نفسي بيده ، ما خرج منه إلّا حق) ١. |
وفيه أيضاً أنَّه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) قال له :
|
ـ (نعم ، فإنّي لا أقول فيهما إلّا حقّاً) ٢. |
وروي (الذهبي) بهذا الصدد :
|
(إنَّ أبا بكر جمع أحاديث النبي (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) في كتاب ، فبلغ عددها خمسمائة حديث ، ثم دعا بنار فأحرقها). |
وبما أنَّ هذا الحدث يُعدُّ في غاية الخطورة والأهمية ، فلابدَّ أن يستند إلى فلسفة محكمة ، وحجة بالغة ، إلّا أنّا نرى أنَّ التبرير المذكور لهذا التصرّف كان أوهى من بيت العنكبوت ، والعذر أقبح من الذنب ، ولنقرأ الرواية التي تضمَّنت هذا التبرير :
|
(روى القاسم بن محمد من أئمة الزيدية ، عن الحاكم ، بسنده عن عائشة ، قالت : ـ جمع أبي الحديث عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ) فكانت خمسمائة حديث ، فبات ليلة.. فلما أصبح قال : ـ أي بنيَّة ، هلم الأحاديث التي عندك. فجئتُه بها ، فدعا بنار فحرقها ! فقلت : ـ لم حرقتها ؟! قال : |
______________________
(١) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد ، ج : ٢ ، ص : ١٩٢.
(٢) ابن حنبل ، أحمد ، مسند أحمد ، ج : ٢ ، ص : ٢١٥.