|
بعضاً ، أيُّها الناس ، إنَّكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب رجلاً لم تجدوا رجلاً من ولد نبي غيري ، وغير أخي) ١. |
ويكفي لخط أهل البيت (عَلَيهمُ السَّلامُ) فخراً ، واعتزازاً ، وذبّاً عن الإسلام ، ومبادئه ، ما قدَّمه الإمام الحسين بن علي الشهيد (عَليهِ السَّلامُ) من تضحيات ، وبطولات ، في واقعة (كربلاء) ، وكفى بهذا الحدث العظيم تجسيداً للنهج الذي أشرنا إليه ، من مقارعة الطواغيت والظلمة ، وعدم قبول حكمهم ، فقد إنطلق الإمام الحسين (عَليهِ السَّلامُ) من خلال مواقفه ، وتضحياته في (الطف) ، من موقع الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، ووجد أنَّ من الازم عليه أن يريق دمه في سبيل الله (جَلَّ وَعَلا) ، ويقدِّم لأجل ذلك أبناءه وأهل بيته وخيرة أصحابه ، ليلقِّن الأجيال دروس الجهاد والبليغة ، وعبر الذبِّ عن حريم الإسلام بكلّ غالٍ ونفيس ، ومواجهة الطغاة والظالمين ، بكلّ ما تحمله المواجهة من مواقف وتضحيات.
وتضيق بنا الصفحات فيما لو أردنا أن نسطر ما خطه السبط الشهيد (عَليهِ السَّلامُ) من ممارسات عمليَّة في سبيل إدامة هذا النهج وإعلائه ، ولكننا لا نجد وسعاً في ذكر بعض ما نقل عنه ، من مآثر هذا الشأن ، تعزيزاً لما نقول.
جاء في رسالة بعثها الإمام الحسين (عَليهِ السَّلامُ) إلى أخيه (محمد بن الحنفية) موضِّحاً دوافع ثورته ، وأهداف خروجه :
|
(لم أخرج أشراً ، ولا بطراً ، ولا مفسداً ، ولا ظالماً ، وإنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة محمد رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، أريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير سيرة جدي وأبي) ٢. |
______________________
(١) الكاشاني ، محمد بن المحسن ، معادن الحكمة ، ج : ٢ ، ص : ٢٤.
(٢) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، ج : ٤٤ ، ص : ٣٢٩ ، ومقتل الحسين (عَليهِ السَّلامُ) للخوارزمي ، ج : ١ ، ص : ٨٨.