أهل البيت دون سواهم وفي رده علىٰ أبي بكر وعمر حينما جاءا يسترضيانه بمنصب في التركة المسلوبة أبى ورد حجتهم التي احتجوا بها علىٰ الانصار من كون الرسول من قريش وهو دليل الأحقية فرد العباس رضياللهعنه : أما قولك إن رسول الله منا ومنكم ، فإنه كان من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها (١).
إذن كل هذه الحوادث لم تحرك في ابن كثير حساً فأورد بأن علياً بايع مع الاوائل وذكر أن أبا بكر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً فدعىٰ بعلي بن أبي طالب فجاءه فقال ، قلت ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وختنه علىٰ إبنته أن تشق عصا المسلمين قال : لا تثريب يا خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فبايعه (٢).
لكن الأحداث أصعب من أن تصدق بهذه السهولة ، وهناك روايات تتحدث عن رفضه عليهالسلام البيعة لمدة ستة أشهر حتىٰ توفيت فاطمة عليهاالسلام وبالتالي يلزمه تخريجة تساير الأحداث التاريخية فيقول في هذا التأخير : واحتاج علىٰ أن يراعي خاطرها بعض الشيء ، فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى علي عليهالسلام أن يجدد البيعة مع أبي بكر (٣). فمتى كانت رعاية الزوجة تبطل البيعة ؟ إذا كانت وجدت أصلاً.
______________
(١) الامامة والسياسة ص ١٦.
(٢) البداية والنهاية : ٥ / ٢١٨.
(٣) انظر : المصدر السابق ص ٢١٩.