بينه وبين نفسه وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصح منها شيء لضعف أسانيدها وركة بعض متونها فإن في بعضها « أنت أخي ووارثي وخليفتي وخير من أمر بعدي » وهذا الحديث موضوع مخالف لما ثبت في الصحيحين وغيرهما والله أعلم (١).
إذن هذه وجهة نظر ابن كثير فلننظر إلىٰ الحديث المخصوص بالأخوة مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب : آخىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين المهاجرين ، ثم آخىٰ بين المهاجرين والأنصار ، وقال في كل واحدة منهما لعلي : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وقال آخى بينه وبين نفسه.
وقال السيد عبد الحسين شرف الدين في مراجعته ـ مراجعة ٣٤ ـ : ولهذه الغاية نفسها قد اتخذ علياً أخاه ، وآثره بذلك علىٰ من سواه تحقيقاً لعموم الشبه بين منازل الهارونيين من أخويهما ، وحرصا علىٰ أن لا يكون ثمة من فارق بينهما ، وقد آخىٰ بين أصحابه صلىاللهعليهوآلهوسلم مرتين كما سمعت ، فكان أبو بكر وعمر في المرة الاولىٰ اخوين (٢) وعثمان
______________
(١) ابن كثير ، البداية والنهاية : ٥ / ٢٣٤.
(٢) في المؤاخاة كان أبو بكر وعمر وعلي عليهالسلام مع رسول الله.
راجع : مستدرك للحاكم
: ٣ / ١٤ ، الفصول المهمة لابن الصباغ الملكي ص ٢١ ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ١٩٤ ، ط الحيدرية ، وص ٨٣ ، ط