فرض امره بقوة السيف ، في حين كان الإمام عليهالسلام لا يحب سفك الدماء وكان يحب معالجة الأشياء بالرحمة ، والعقل ، وعدم التسرع في استعمال السيف وقد قال عليهالسلام :
« يا أهل الكوفة ، أنتم لقيتم ملوك العجم ففضضتم جموعهم ، وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة ، فإن يرجعوا بذاك الذي نريده ، وإن أبوا داويناهم بالرفق حتىٰ يبدؤونا بالظلم ، ولم ندع أمراً فيه صلاح إلّا آثرنا علىٰ مافيه الفساد إن شاء الله تعالىٰ.
وهذا السلوك المثالي في الاصلاح الذي كان يتمثّل به الإمام علي عليهالسلام تجسد أيام الملاقات في واقعة الجمل حيث روىٰ أبو محنف ، قال :
« لما تزاحف الناس يوم الجمل التقوا ، قال
علي عليهالسلام
لأصحابه لا يرمين رجل منكم بسهم ، ولا يطعن أحدكم فيهم برمح ، حتىٰ أحدث إليكم وحتىٰ يبدؤوكم بالقتال وبالقتل ، فرمىٰ أصحاب الجمل عسكر علي عليهالسلام
بالنبل رميا شديداً متتابعاً فضج إليه أصحابه ، وقالوا عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين وجيء برجل إليه ، وإنه لفي فسطاط له صغير ، فقيل له : هذا فلان قد قتل فقال : اللهم اشهد ، ثم قال اعذروا إلىٰ القوم ، فأتي برجل آخر فقيل وهذا قد قتل : فقال : اللهم اشهد ، اعذروا إلىٰ القوم ، ثم أقبل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وهو من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، يحمل أخاه عبد الرحمٰن بن بديل ، قد أصابه سهم فقتله فوضعه بين يدي علي عليهالسلام
، وقال يا أمير المؤمنين هذا أخي قد