هل استطاعت عملية التأريخ أن تصل إلىٰ النزاهة المتوقعة وإلىٰ تطبيق المناهج التي سنستخلص منها النتيجة الحقيقية ، عبر التخلص من عقدة قداسة الماضي وأصحابه.
إن النهج الذي ننادي به هو المقايسة والمقاربة مع تجريد هذا التاريخ من القداسة المفتعلة حتىٰ نستطيع الوصول إلىٰ المبتغىٰ المنشود ، وبالتالي إلىٰ تاريخ إسلامي ينير لنا طريق الثورة المعرفية والثقافية لاستشراف المستقبل نحو دولة العدل الإلهي المرتقبة.
وكم تحس بالسعادة وأنت تطالع كتاباً تأريخياً وصاحبه يتحدث عن إعادة كتابة التاريخ بطريقة تتجاوز ركام التخلف التاريخي ، وتحاول استخلاص العبر منه ، بحيث تصبح الموضوعية هي المطلب الرئيسي للمؤرخ ويأخذ علىٰ من سبقه إغفال هذا الجانب بحيث يرىٰ أن أغلب الباحثين لا يدرسون هذه المشكلة دراسة موضوعية ، بل يتأثرون بأشخاصهم فيدفعهم تأثرهم إلىٰ هذا الجانب او ذاك دون عمق وبدون إحتمال فكر (١). وهذا ما اصطلحنا عليه بالتوجه السياسي
______________
(١) د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الإسلامي : ١ / ٦٤١ ط ١٣ مطبعة النهضة المصرية ١٩٨٨.