العربية ، يدعوه فيه لكتابة كتاب لمركز البحوث بالجامعة عن السيرة النبوية ويقول عن هذا العرض : ففرحت بهذه الدعوة وقمت بهذا العمل ما أستطيع من الإجادة ، وقد أدخلت في هذه الطبعة مما رأيت ضرورته (١).
وبالطبع لم ير من الضروري إلا ما يطعن في الفرس ويبين حسب زعمه كيدهم للإسلام بحيث يقول أن في هذه الطبعة أيضاً إبراز الخطر الذي تدفق علىٰ الإسلام والمسلمين من ايران (٢).
والجدير بالذكر أن هذه الطبعة كانت سنة ١٩٨٨ أي بعد أحداث مكة الشيء الذي يعطيها طابعاً سياسياً ومما يؤكد هذا وهو اعتباره حركة الإمام الخميني رحمهالله إحدىٰ الحركات الهدامة وهي استمرار للحركات الهدامة الفارسية الأصل منذ انطلاقة التاريخ الإسلامي ، بحيث انطلقت مؤامرتهم علىٰ نطاق واسع باسم الشعوبية والباطنية ، والزنادقة ، والزنجية ، والقرامطة والدرزية والبابية والبهائية فقتلت الملايين من المسلمين ولا تزال تقتل وتضرب حتىٰ اليوم بصيحة الخميني (٣).
إذن ترىٰ ما سبب هذا الحقد الفارسي الدفين حسب زعم دكتورنا ؟
إن السبب في ذلك هو تحطيم المسلمين للمملكة الساسانية وإخضاعهم للدولة الإسلامية بحيث يرىٰ أن بلاد فارس استسلمت عسكرياً بسرعة
______________
(١) دكتور أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الاسلامي : ص ١٩.
(٢) المصدر السابق ص ٢٠.
(٣) المصدر السابق ص ٦١٣.