قومه بأفضل مما جئتكم به ، فلقد جئتكم بخير الدنيا والآخرة » وبلغهم دعوته ، فصدق به بعضهم وكذب به آخرون (١).
وهنا تنتفي نزاهة المؤرخ ، ويظهر بوضوح مدىٰ انتقائيته وتعامله اللاعلمي مع الحدث التاريخي ، فهذه الحادثة التاريخية مما نال الإجماع علىٰ سبب نزولها وما حدث خلال اجتماع بني عبد المطلب مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخصوصاً الموقف النبيل لعلي عليهالسلام ـ علىٰ رغم صغر سنه ـ وتحمسه لتحمل هذه الدعوة وأعبائها ، ولكن كاتبنا لم يأل جهداً في تضعيف هذه الشخصية بقصد أو عن غير قصد. بحيث يرىٰ أنه قد طمع بالخلافة (٢) ونعلم معنى الطمع في اللغة العربية.
وهذا من أسباب عدم ربط النتائج بالأسباب ، وبالتالي يسمح كاتبنا لنفسه أن يتهم علي عليهالسلام بالطمع ، طالما أورد النص السالف بصيغة شلبية ! كما أنّه لم يدرج في موسوعته اي حديث من الأحاديث المتواترة والمعروفة عن مكانة آل البيت النبوي الكريم.
رزية الخميس
قد يبدو لأول وهلة أن هذا الامر بسيط ; يظن المؤرخ أنه لا حاجة من إدراجه فهو قد عبر عن حالة في لحظة معينة ثم انتهىٰ فعله ، وهذا بالفعل ما حدث لمؤرخنا. وكما أسلفنا سابقاً أنه لم يدرج هذه الحادثة
______________
(١) د. احمد شلبي المصدر السابق ص ٢١٨.
(٢) المصدر السابق ٥٧٥.