علماً أن تلك الحادثة حددت النيات المبيتة ، وتلمس هذه النيات من خلال الدراسة الموضوعية للنص.
٢ ـ سرية أسامة وكذلك في باب الغزوات والسرايا. لم يذكر تجهيز سرية اسامة ، ونعلم كل العلم ماحدث من خلاف صريح لامر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذه السرية وفعلاً ما سيترتب عنه فيما بعد. وخصوصاً أنها كانت في الأيام الأخيرة من حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٣ ـ إفراغ كل مدونته التاريخية من الأحاديث الصحيحة الدالة علىٰ مكانة علي عليهالسلام ، والتي تدل دليلاً لا يقبل الشك في أحقيته بالخلافة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ الرغم من تعجبه من أن كثيراً من الكتب لم تتخذ القرآن الكريم وأحاديث الرسول مراجع لها عند دراسة حدث تكلم عنه القرآن او الحديث (١) ; ودليل ذلك هو الدعوة الاولىٰ للرسالة المحمدية وبالخصوص نزول قوله تعالىٰ : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (٢) حيث اوردها بطريقة نفت عنها صبغتها التاريخية وعنونها بدعوة بني عبد المطلب حيث قال : ـ
هذه هي المرحلة الثانية من مراحل الدعوة ، وقد بدأها الرسول عندما نزل عليه قوله تعالى : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) فدعا بني عبد المطلب ليجتمعوا به ، فلما حضروا قال لهم : « إني ما أعلم شاباً جاء
______________
(١) د. أحمد شلبي ، موسوعة التاريخ الاسلامي : ١ / ٥٨.
(٢) الشعراء : ٢١٤.