للقرون الوسطىٰ بحيث تحوّل التفاعل مع الجامد من ذلك التاريخ ، رغم ما يمكن أن تدعيه من محاولات تثويرية ، لكونها لا زالت تستنسخ النماذج القديمة ، مما يعني الوقوف عند زمن تصوري جامد يغيب فيه الفاعل التاريخي كعنصر اجتماعي مهم.
ويبقىٰ بذلك الطرح التاريخي الموجود عبارة عن تاريخ افراد لا بمعنى الشخص الواحد ، ولكن أحادية الفرد داخل تكتل معيّن ( سلطوي ) والذي أعطىٰ انطباعاً تاريخياً فردانياً يوافق تمام المرحلة التي انشأها وغاب عن التاريخ تاريخُ الجماعات.
إن الإشكالية التي يمكن أن نخلص إليها من خلال الاطلاع علىٰ المدونات التاريخية وخصوصاً منها التي كرّست تاريخ الأفراد تتمثّل في تكريس حتمية النص الرسمي وإصباغه بصبغة الاجماع ، كي يتم التوافق علىٰ حقيقته وواقعيته.
لذا يبقىٰ المخرج الوحيد لهذه الإشكالية هو رفض هذه الحتمية ، وإدخال المبحث التاريخي موقع الشك حتىٰ يتسنىٰ التعامل معه من جميع النواحي.
كما أن وجود مجموعة من الحوادث والأخبار
والتي كانت محل رفض التاريخ الرسمي ، وتم إبطالها وإخراجها من جريان أحداث التاريخ رغم ما يمكن أن تصل إليه من تواتر ، فالمتطلّع بعين المؤرخ يجب أن ينظر إلىٰ كون وجود هذا الحدث ليس صدفة ، ولكن احتمالية وقوع الحدث مرتبطة بتكرار نوع الخبر ، حيث لا يمكن أن يكون ذكره عبثاً ، فمثلاً لو اشتهر بين الناس وقوع كسوف سنة ( س ) ، وتزايد عدد