ونشاهد في هذه الأيام مفكر دخل في سجال
مع الفكر لاستخلاص الفكر الإسلامي الاصيل بزعمه ، لكنه مع الأسف وقع في المحظور المعرفي وهو طغيان الايديولوجي علىٰ الإبستملوجي. فنلمس من تصريحاته ومنها قوله : النزعة
التعصبية من خلال ما حاولنا القيام به لا يهدف شن حرب ايديولوجية عليه ، بل في إطار تحليلنا النقدي للنظم المعرفية في الثقافة العربية (١). يظهر من كلامه هذا أن المخفي بين السطور
وما عبرت عنه الدراسة النقدية التي قام بها محمد عابد الجابري في كتاباته والتي تتناول العقل العربي تعطى للمعنىٰ السابق معنىٰ واضحاً ، وتبرز
الممتنع الذي لم يحاول إظهاره حيث ربطه بالمناحي العلمية ، والنقدية حتىٰ تصير كل آرائه هي من باب الدراسة. لكن الفلتات الكتابية في بعض الحالات وسهو الكاتب عما يكتبه تجعل كل المعاني تتضح بربط بعضها ببعض. إن العقلية النقدية التي لم تتخلص من
الموروث التاريخي القديم ، والتي لا زالت تعيش علىٰ أوهامه غير قادرة علىٰ اختراق طرائق البحث والنقد. وهذا الجابري الذي لا يريد أن يشن حرب ايديلوجية لا زالت عقليته مرتبطة بتاريخ ابن سبأ بحيث يقول أنه قد أطلقت مصادرنا التاريخية علىٰ حركة المعارضة لمعاوية ، اسم السبئية نسبة
إلىٰ ______________ (١) محمد عابد
الجابري ، بنية العقل العربي ص ٢٩١.