أيضاً بالدرجة الاولىٰ
يتوقف علىٰ مدىٰ قدرتنا علىٰ استعادة نقدية ابن حزم وعقلانية ابن رشد وأصولية الشاطبي وتاريخية ابن خلدون (١). هذه الرباعية العلمية ومن خلال دراسة
العلوم الإسلامية لا يمكن أن تجد لها طريقاً إلىٰ الواقع لكن كاتبنا أوجد لها طريقاً في مقابل التخلص من الأفكار الدخيلة حسب زعمه والتي ينعتها بالهرمسية وذلك من أجل إعادة بنية العقل العربي من داخل الثقافة التي ينتمي إليها (٢). إن هذا الكلام الذي يمارسه الجابري بطريقة
أدبية قد عبرت عنه السلطات الحاكمة قديماً ، فكل واحد داخل حركة السلطة هو جزء من هذا المجتمع ، او ما اصطلح عليه بالجماعة ، وأي واحد معارض فهو خارج عن الجماعة ومحكوم عليه بسفك دمه. إذن أي رؤيا علمية خارجة عن مقترحات كاتبنا فهي لا محالة معرضة للسفك المعرفي وإنزالها مراتب الحضيض وطردها من الثقافة الإسلامية ، علماً أن هذا المشروع الذي يطرحه يحمل في طياته تناقضات مرتبطة بتناقض الاشخاص الذين يجب أن نؤسس عليهم عقلنا الجديد. إذ أن التوفيق بين الأربعة يعتبر من المستحيلات بحيث يعتبر ابن رشد القائلين بالسماع من دون القول حشوية ، علماً أن ابن حزم من أشد الرافضين ______________ (١) محمد عابد
الجابري ، بنية العقل العربي ص ٥٦٦ ، ط ٥ ، المركز الثقافي العربي يناير ١٩٨٦. (٢) المصدر السابق.