التاريخ ، ومطارحة جديدة لفكر ظل طوال التاريخ يمارس حالة المعارضة علىٰ كل الأصعدة سواءاً منها السياسية أو الثقافية ، ومحاولة إبراز بعض المعالم المعرفية التي حاول التاريخ الرسمي تهميشها وإخراجها من دائرة الفكر الإسلامي ، كي نستطيع الوصول إلىٰ تاريخ جماعي تسوده سلطة المعرفة وتغيب عنه سلطة الدولة ، تاريخ يؤمن بالحوار المفتوح والذي هو منهج الإسلام ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ... ) [ آل عمران : ٦٤ ].
و ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) [ النحل : ١٢٥ ].
لننسىٰ آلام التاريخ الماضي تاريخ السيوف المسلّطة علىٰ رقاب المعارضين حتىٰ قال أحدهم : « إني قد رأيت رؤوساً قد أينعت وقد آن أوان قطافها وإني لأنا قاطفها ».
نفتح حواراً صريحاً يجمع كل الطوائف الإسلامية كي تضع يدها علىٰ الخلل الذي جعل الأمة الإسلامية تصل إلىٰ ما هي عليه الآن ، وذلك في انتظار الموعود الإلهي بالخلافة الدائمة في الأرض ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) [ الأنبياء : ١٠٥ ].
إن هذه الدراسة حاولت ملامسة بعض
الجوانب الغامضة من التاريخ الإسلامي ، من خلال موسوعتين تاريخيتين ، وهما : البداية والنهاية ، وموسوعة التاريخ الإسلامي. وهي ليست كافية بالشكل الذي نجيب فيه عن الثغرات الموجودة ، لكن هي محاولة جادة للخروج من ذلك