فاطمة عليهاالسلام ، بحيث تخلفوا عن بيعة أبي بكر وهم قوم من المهاجرين والأنصار ، ومالوا مع علي بن ابي طالب ، منهم العباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأبي بن كعب (١). ويرىٰ أصحاب هذا الرأي أن المرحلة التأسيسية قد ظهرت خلال هذه الفترة وقد عبر عنها أحمد أمين بأن هذه المعارضة لبيعة أبي بكر كانت البذرة الاولىٰ للشيعة ، وهم الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أهل بيته أولىٰ الناس أن يخلفوه (٢). وكذلك عبر عنها المستشرق جولدتيسهر (٣) بكون النشوء بدأ مع الخلاف الحاصل حول مشكلة الخلافة ونقمة مجموعة من الناس علىٰ طريقة انتخاب الخليفة.
والرأي الثاني هو الذي يقول كون التشيع وليد الفتنة التي وقعت في عهد عثمان ، وآخرين يرون أن التشيع وليد زمن علي لمّا تسلم اُمور الخلافة بحيث كانت الأرضية السياسية ملائمة ، وقد أشار الشهيد الصدر في كتابه بحث حول الولاية إلى هذا الرأي قائلاً : « ومنهم من يرد ظاهرة التشيع إلىٰ عهد خلافة الإمام علي عليهالسلام وماهيأه ذلك العهد
______________
(١) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٢٤.
(٢) أحمد أمين فجر الإسلام ص ٢٦٦ ط بيروت.
(٣) جولد تيسهر العقيدة والشريعة في الإسلام ١٦٩ ط القاهرة.