مذهب وعلماء
لقد أخذ بعض الناس عن المذهب الشيعي هذه النظرة بأنّه فقط مذهب للمعارضة السياسية ، والمطالبة بإزالة الأنظمة السياسية التي توالت علىٰ الدولة الإسلامية عقب حرمان آل البيت عليهمالسلام من حقهم الطبيعي. ولم ينظر إليه علىٰ أنه ذلك المذهب الذي استطاع أن يصمد طيلة هذه المدة الطويلة ، رغم الاضطهاد والقمع التي تعرض لها في حين أن أغلب الطوائف الاُخرىٰ قد انقرضت واضمحلت.
وان هذه المقاومة الثابتة لمذهب آل
البيت طيلة هذه القرون يُعبِّر عن امتلاكه قوة ومناعة ذاتية جعلته يصمد ازاء محاولات الاطاحة من قبل خصومه ، ولم يكن ذلك من قبيل العبث لكن هو راجع لاتباع هذه المدرسة التي لم يقف شريانها العلمي ، والمعرفي عن النبض. فكانوا السباقين إلىٰ مختلف العلوم وأصحاب السبق فيها ، فأبدعوا في الفقه والحديث واللغة ، وكانت لهم السابقة في الفلسفة وعلم الكلام ، فكان الشيعة خير من حافظ علىٰ بيضة الإسلام المعرفية ، وأول من واجه الأفكار الدخيلة ، وإذا ما حاولنا استعمال النقد النزيه والتجرد من الذاتية فإننا نرىٰ ان طائفة العامة مليئة بنوع من الافكار الشاذة في العقائد