لأسرار الوجود من أجل السيطرة علىٰ العالم الموضوعي ومن ثم السيطرة علىٰ قوانينه من أجل تغييره ، جعلت الشيعة الإمامية تدخل معترك الفلسفة وقد دشنت هذا الانتقال المعرفي مع الخواجة نصير الدين الطوسي لينقل العقل الامامي من الجدال الكلامي إلىٰ التأمل الفلسفي وكانت ـ الإمامية ـ بعد ذلك الوريث للفلسفة الإسماعيلية فطورتها بما يوافق خصوصية المذهب الاثني عشري.
فبعد القطيعة التي عاشتها الفلسفة بنوعيها قبل بروز الإمامية الاثنا عشرية والتي تمثلت بالمشائية الأرسطية والعرفانية الافلوطينية جاء الشيعة الإماميون ليقوموا بتركيب نمط فلسفي جديد جمع الخطين الفلسفيين بالإضافة إلىٰ مذاهب المتكلمين وقد عرفت تطورها الكلي مع الملا صدرا الشيرازي وكان التاريخ الفلسفي الإمامي مليئاً منذ انطلاق الشرارة الاولىٰ بفلاسفة كبار منهم السهروردي ، وحيدر آملي ، والشيخ زين الدين الإحسائي ، وميرداماد ، وملا هادي السبزاوي بالإضافة إلىٰ شيخ الطائفة الكبير الشيخ المفيد ، والعلامة الحلي ، والرازي.
ولقد كانت المدرسة الفلسفية الإمامية
مميزة عن مثيلتها في الفكر الإسلامي بحيث أن أغلبها اكتسىٰ طابع المحاكاة للفلسفات اليونانية القديمة وبالتحديد النمطين السابقي الذكر. مما لم يعطها استقلاليتها المعرفية الكاملة. وقد بلغت الفلسفة الإمامية أوجها مع الملا صدرا الشيرازي بحيث صار الفارق الجوهري بين الفلسفتين فارقاً يتحدد